للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التحقير له ولمن أحبه، وغير ذلك من قبائحهم التي ابتدعوها وكفروا الأمة بها» (١) .

ثم قال: «وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الخوارج في أحاديث كثيرة فكانت تلك الأحاديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم حيث كانت من الإخبار بالغيب» .

ثم قال: «وفي قوله صلى الله عليه وسلم «سيماهم التحليق» تنصيص على هؤلاء القوم الخارجين من المشرق التابعين لمحمد بن عبد الوهاب فيما ابتدعه؛ لأنهم كان يأمرون من اتبعهم أن يحلق رأسه لا يتركونه يفارق مجلسهم إذا تبعهم حتى يحلقوا رأسه (٢) ولم يقع مثل ذلك قط من أحد من الفرق الضالة التي مضت قبلهم أن يلتزموا مثل ذلك فالحديث صريح فيهم وكان السيد عبد الرحمن الأهدل مفتي زبيد يقول لا يحتاج التأليف في الرد على ابن عبد الوهاب بل يكفي في الرد عليه قوله صلى الله عليه وسلم: «سيماهم التحليق» فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة، وكان محمد بن عبد الوهاب يأمر أيضًا بحلق رءوس النساء اللاتي يتبعنه فأقامت عليه الحجة مرة امرأة دخلت في دينه، وجددت إسلامها على زعمه، فأمر بحلق رأسها فقالت له: لم تأمر بحلق الرأس للرجال فلو أمرتهم بحلق اللحية لساغ لك أن تأمر بحلق رءوس النساء؛ لأن شعر الرأس للنساء بمنزلة اللحية للرجال فبهت الذي كفر، ولم يجد لها جوابًا لكنه إنما فعل ذلك ليصدق عليه وعلى من اتبعه قوله صلى الله عليه وسلم: «سيماهم التحليق» فإن المتبادر منه حلق الرأس (٣) فقد صدق صلى الله عليه وسلم فيما قال.

وقوله صلى الله عليه وسلم حين أشار إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان جاء في رواية قرنا الشيطان بصيغة التثنية قال بعض العلماء: المراد من قرني الشيطان مسيلمة الكذاب ومحمد بن عبد الوهاب (٤) .


(١) سبق بيان ذلك، وسيأتي تفصيله في المباحث التالية.
(٢) هذا من الكذب عليهم. انظر: المبحث السادس من هذا الفصل.
(٣) هذا كله من الكذب والبهتان عليهم. انظر: الهامش السابق.
(٤) من المعلوم أن المقصود بالمشرق وقرن الشيطان: العراق وكذا فسره أكثر أهل العلم.
وتفسير أحد قرني الشيطان بأنه محمد بن عبد الوهاب هذا من مفردات المؤلف التي امتاز بها فهنيئًا لأتباعه وأشياعه هذا الفتح. وكيف يكون إمام من أئمة السنة وعلم من أعلام الإسلام وهو محمد بن عبد الوهاب قرن الشيطان؟!

<<  <   >  >>