ورابعا: كيف يليق بمن يحترم نفسه ويحترم العلم ويحترم القراء أن يكون مصدره بعض التواريخ؟! ثم يذكر خبرًا عن أمر غيبي وهو: الرجل الذي يزعم أنه يغيِّر دين الإسلام، ولم يكمل الكذبة التي يرويها وهي أن هذا الرجل هو محمد بن عبد الوهاب الداعية المصلح الذي نصر دين الإسلام وغيَّر بتوفيق الله دين أولئك الجهلة والمبتدعة إلى العلم والسنة. (٢) في هذا المقطع عجائب ونكات بديعة أولها: أن مرجع المؤلف هنا أحد أقطاب البدع وأكابر خصوم السنة وأهلها، وثانيها: أن هذا الحديث الموضوع المكذوب الذي ذكره تجتمع فيه كل علامات الوضع والكذب، فإن كانوا - الناقل والمنقول عنه - يجهلون ذلك فهذه مصيبة، وإن كانوا يعلمون أن هذا الحديث من جملة الكذب فالمصيبة أعظم، لكني أعلن عزائي لأهل البدع في شيوخهم وأسأل الله أن يعوضهم خيرًا منهم ممن يرشدونهم للحق ويسلكون بهم طريق السنة. (٣) هذا من العبث بعقول الناس. وإذا كانوا لا يجدون من المطاعن في الشيخ الإمام إلا هذه الأوهام والتناوش من مكان بعيد فقد اعترفوا بإفلاسهم والحمد لله.