للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء في بعض الروايات وبها يعني نجد الداء العضال. قال بعض الشراح: وهو الهلاك وفي بعض التواريخ بعد ذكر قتال بني حنيفة قال ويخرج في آخر الزمان في بلد مسيلمة رجل يغير دين الإسلام (١) .

وذكر العلامة السيد علوي بن أحمد بن حسن بن القطب سيدي عبد الله بن علوي الحداد في كتابه الذي ألفه في الرد على ابن عبد الوهاب المسمى جلاء الظلام في الرد على النجدي الذي أضل العوام من جملة الأحاديث التي ذكرها في الكتاب المذكور حديثًا مرويًا عن العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم: «يخرج في ثاني عشر قرنًا في وادي بني حنيفة رجل كهيئة الثور لا يزال يلعق براطمه يكثر في زمانه الهرج والمرج. يستحلون أموال المسلمين ويتخذونها بينهم متجرا، ويستحلون دماء المسلمين ويتخذونها بينهم مفخرًا وهي فتنة يعتز فيها الأرذلون والسفل تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه» ولهذا الحديث شواهده تقوي معناه وإن لم يعرف من خرجه (٢) .

ثم قال السيد المذكور في الكتاب الذي مر ذكره وأصلح من ذلك أن هذا المغرور محمد بن عبد الوهاب من تميم فيحتمل أنه من عقب ذي الخويصرة التميمي (٣) الذي جاء فيه


(١) أولا: المقصود نجد العراق، وثانيا: معلوم أن خبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفتنة من المشرق أو نجد لا يشمل كل الأحوال ولا كل الأزمان، والتاريخ والواقع يشهدان بذلك. وانظر: تفاصيل ذلك في المبحث السادس التالي. وثالثا: ليس هذا نصا في ذم الدعوة وإمامها وأتباعها بإطلاق.
ورابعا: كيف يليق بمن يحترم نفسه ويحترم العلم ويحترم القراء أن يكون مصدره بعض التواريخ؟! ثم يذكر خبرًا عن أمر غيبي وهو: الرجل الذي يزعم أنه يغيِّر دين الإسلام، ولم يكمل الكذبة التي يرويها وهي أن هذا الرجل هو محمد بن عبد الوهاب الداعية المصلح الذي نصر دين الإسلام وغيَّر بتوفيق الله دين أولئك الجهلة والمبتدعة إلى العلم والسنة.
(٢) في هذا المقطع عجائب ونكات بديعة أولها: أن مرجع المؤلف هنا أحد أقطاب البدع وأكابر خصوم السنة وأهلها، وثانيها: أن هذا الحديث الموضوع المكذوب الذي ذكره تجتمع فيه كل علامات الوضع والكذب، فإن كانوا - الناقل والمنقول عنه - يجهلون ذلك فهذه مصيبة، وإن كانوا يعلمون أن هذا الحديث من جملة الكذب فالمصيبة أعظم، لكني أعلن عزائي لأهل البدع في شيوخهم وأسأل الله أن يعوضهم خيرًا منهم ممن يرشدونهم للحق ويسلكون بهم طريق السنة.
(٣) هذا من العبث بعقول الناس. وإذا كانوا لا يجدون من المطاعن في الشيخ الإمام إلا هذه الأوهام والتناوش من مكان بعيد فقد اعترفوا بإفلاسهم والحمد لله.

<<  <   >  >>