للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنتسبين إلى الفقر، الذي حقيقته الافتقار من الإيمان، من مواخات النساء الأجانب، واعتقادهم في مشائخ لهم.

وأطال - رحمه الله - الكلام، إلى أن قال: وبهذه الطرق، وأمثالها: كان مبادئ ظهور الكفر، من عبادة الأصنام، وغيرها؛ ومن هذا: ما قد عم الابتلاء به، من تزيين الشيطان للعامة، تخليق الحيطان، والعمد، وسرج مواضع مخصوصة، في كل بلد، يحكي لهم حاكٍ أنه رأى في منامه بها: أحدًا ممن شهر بالصلاح ثم يعظم وقع تلك الأماكن في قلوبهم، ويرجون الشفاء لمرضاهم، وقضاء حوائجهم، بالنذر لها، وهي ما بين عيون، شجر، وحائط؛ وفي مدينة: دمشق، صانها الله من ذلك، مواضع متعددة.

ثم ذكر - رحمه الله - الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قاله له بعض من معه: «اجعل لنا ذات أنواط قال: «الله أكبر، قلتم والذي نفس محمد بيده، كما قال قوم موسى اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة» (١) انتهى كلامه - رحمه الله -.

وقال في: اقتضاء الصراط المستقيم: إذا كان هذا كلامه صلى الله عليه وسلم في مجرد قصد شجرة، لتعليق الأسلحة، والعكوف عندها، فكيف بما هو أعظم منها: الشرك بعينه، بالقبور ونحوها.

[كلام المالكية] : وأما: كلام المالكية، فقال أبو بكر الطرطوشي، في كتاب: الحوادث والبدع، لما ذكر حديث الشجرة، ذات أنواط؛ فانظروا رحمكم الله: أينما وجدتم، سدرة، أو شجرة، يقصدها الناس، ويعظمون من شأنها، ويرجون البرء، والشفاء لمرضاهم، من قِبَلِها؛ فهي: ذات أنواط، فاقطعوها؛ وذكر حديث العرباض بن سارية الصحيح، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: «فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة» (٢) .

قال في البخاري، عن أبي الدرداء أنه قال: والله ما أعرف من أمر محمد شيئًا، إلا


(١) جزء من حديث أبي واقد الليثي رواه الترمذي (٢١٨١) وصححه.
(٢) جزء من حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - رواه أبو داود (٧) ، والترمذي (٢ - ١١٣) وغيرهما، وصححه غير واحد منهم الترمذي، والبزار، والحاكم.
راجع: إرواء الغليل (٨) ، وصحيح الجامع (٣٣١٢) .

<<  <   >  >>