للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولولا أن الترك والمصريين اجتمعوا على حرب هذا المذهب وحاربوه في داره بقوى وأسلحة لا عهد لأهل البادية بها، لكان من المرجو جدا أن يوحد هذا المذهب كلمة العرب في القرن الثاني عشر والثالث عشر للهجرة، كما وحد ظهور الإسلام كلمتهم في القرن الأول " (١) .

ويقول الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم (٢) " أثارت الدعوة السلفية ولا تزال تثير جدلا كثيرا، فأيدها كثيرون وعارضها كثيرون، والحقيقة أنها لم تأت بجديد في الدين الإسلامي، ولم تكن خارجة عن مبادئه، بل إنها دعوة سنية سلفية، فصاحبها وأتباعها يؤمنون بمذهب أهل السنة والجماعة، ويسيرون على طريقة السلف الصالح فيما يتعلق بآيات الصفات وأحاديثها ".

إلى أن قال: " فالدعوة في أصولها تعتمد على مصدرين أصليين للتشريع، هما القرآن والسنة " (٣) .

وقال: " أما أعداء الدعوة فلقد رموها بما لم يكن فيها، وذلك باتهام أتباعها بالقول بأن العصا خير من النبي صلى الله عليه وسلم (٤) وباتخاذهم راية شعارها: " لا إله إلا الله محمد رسول الله " (بحذف ميم محمد) أي ليس هناك رسول الله، ولا شك أن هدفهم من وراء ذلك هو نشر دعاية سيئة للدعوة وأتباعها، وإظهارها أنها بدعة جديدة لتنفير الناس منها " (٥) .

ويقول محمد جلال كشك: " فالطابع السياسي للحركة الوهابية متوفر لمجرد انتمائها للفكر الإسلامي الصحيح ودعوتها للتوحيد، ولكن لماذا انفردت هذه الدعوة بذلك الأثر السياسي، وتميزت عن الدعوات السلفية التي سبقت أو تلتها، مع أن الفكر التوحيدي ورفض الأولياء أو التمسح بالقبور آراء موجودة - كما قلنا - في الفكر الإسلامي، وأشار إليها ودافع عنها أكثر من عالم في كل قرن وفي أكثر من بلد، ودعوة


(١) الحياة الأدبية في جزيرة العرب (٣٢ - ٣٧) .
(٢) النص له مع الهوامش.
(٣) ٢٧٨.
(٤) خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام، أحمد بن زيني دحلان ص (٢٣٠) .
(٥) جزيرة العرب في القرن العشرين، حافظ وهبة ص (٣١٤) .

<<  <   >  >>