وأعني بذلك أنه توجد ملاحظات ونصائح، ومؤاخذات واستدراكات قيمة ومفيدة يجب على علماء الدعوة وأتباعها الإفادة منها، ورحم الله من أهدى لنا عيوبنا.
وكثيرا ما يأتي نقد مفيد وهادف ليس من الصديق فحسب، بل أحيانًا من المعادي والمخالف، فضلًا عن المنصف والمحايد، فالحق أحق أن يتبع، أو الاعتراف بالحق فضيلة.
١٢ - وما يشيعه الحاسدون والجاهلون من أن هذه البلاد بدينها وعقيدتها ومجتمعها ودولتها، تسهم في بعث الإرهاب والتطرف فهذا بهتان عظيم واتهام يسقط أمام الدليل والبرهان.
أما أن يشذ عن المنهاج القويم أفرادٌ أو طوائف منحرفة فهذا مما لم تسلم منه أمة ولا بلاد ولا ديانة ولا مبدأ.
وإنا على يقين أن ما يحدث من شذوذات إنما وراءها كيد الكائدين وحسد الحاسدين، وتخطيط الأعداء والمفسدين الذين لا يمتون لديننا ومجتمعنا وبلادنا بصلة مشروعة والله حسبنا ونعم الوكيل.
ثانيًا: توصيات ونصائح.
١ - المراجعة والتقويم:
إن أمور الدعوة في شموليتها على قسمين:
القسم الأول: ما يتعلق بالمضامين والأصول والقطعيات في الدين والمنهج فهذه من الثوابت التي تمثل الإسلام والسنة، ولا مجال فيها للتنازل والتبديل والتغيير؛ لأنها تحكمها قاعدة:«كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة»(١) .
والقسم الثاني: وهو ما يتعلق بالأساليب والوسائل والاجتهاديات، وهي ما يجب على كل من يهمه أمر هذه الدعوة، ويهمه أمر السنة والإسلام والمسلمين أن يبذل قصارى الجهد المعنوي والمادي لمراجعة الأساليب والوسائل في الدعوة إلى الله، والإفادة من الوسائل الحديثة - بالضوابط الشرعية - لتقويم الأساليب والوسائل ومراجعتها وتحديثها دراسة وتخطيطًا وتنفيذًا وتمويلًا.
(١) من حديث رواه مسلم (٧٦٧) ، والنسائي (١٥٧٧) ، واللفظ له.