للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن الخطبة من باب الذكر، والجنب لا يمنع من ذكر الله - تعالى - (١) .

دليل أصحاب القول الثاني: استدلوا بأدلة من السنة، والمعقول:

أولا: من السنة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب متطهرا (٢) وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» (٣) (٤) .

مناقشة هذا الدليل: يناقش من وجهين:

الوجه الأول: أن الخطبة وإن كانت شرطا للصلاة وأمرا مرتبطا بها إلا أنها ليست بصلاة يشترط لها ما يشترط للصلاة.

الوجه الثاني: أن هذا مجرد فعل، والفعل المجرد لا يدل على الوجوب، بل على الاستحباب.


(١) ينظر: بدائع الصنائع ١ / ٢٦٣.
(٢) لم أطلع على حديث صريح بذلك، ولعل النووي أخذه من استقراء حال النبي - صلى الله عليه وسلم -، والله أعلم.
(٣) تقدم تخريجه من حديث مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - ص ٣٢) .
(٤) ذكر هذا الدليل النووي في المجموع ٤ / ٥١٥ - ٥١٦.

<<  <   >  >>