وكأنّ رَيِّضَها إذا باشَرْتَها ... كانت معاودةَ الرحيل ذَلولا
فقلت له: ما معنى: باشرتها؟ قال: ركبتها، من المُباشرة. فسألنا أبا عبيدة عن ذلك فقال: صحّف واللهِ، إنما هو: ياسرتها، إذا لم تُعارِّها وتَعْتَسِرْها، قال: ومنه قول عنترة:
قلت: الصواب: ياسَرْتَها بالياء آخر الحروف والسين المهملة.
(ح) ويقولون: باقِلاني. والعربُ لم تُلحِقْ الألفَ والنونَ في النّسب إلا في أسماء محصورة، كقولهم للعظيم الرقبة رَقَبانيّ، وللكثيف اللّحية لِحْيانيّ، وللوافر الجُمّة جُمّانيّ، وللمنسوب الى الرّوح روْحانيّ، والى مَنْ يَرُبُّ العِلْمَ رَبّانيّ، والى من يَبيع الصّيْدَل والصّيْدَن صَيْدلانيّ وصَيْدَنانيّ.
والصواب أن يقال: باقِلّيّ فيمن قَصَر، لأن المقصور إذا تجاوز الرباعي حُذِفَتْ ألفه كقولهم في حُبارَى حُباريّ وفي قَبَعْثَرَى قَبَعْثَريّ، ومن مدّ الباقِلاء قال باقِلائيّ، كما ينسب الى حِرْباء حِرْباويّ وحِرْبائيّ. فأما النّسبُ الى بَهْراء بَهْراني والى صَنْعاء صنعانيّ فهو من شواذّ النسَب.