فهْوَ لا تَنْمي رَميّتُهُ ... ما لَه عُدَّ مِن نفَرِهْ
فظاهر كلامه أنه دعاء عليه بالموت الذي يخرج عن أن يعد من قومه، ومخرج هذا القول مخرج المدح له والإعجاب بما بدا منه، لأنه وصفه بسداد الرماية وإصماء الرميّة، وهو معنى قوله: لا تَنمي رميَّتُه، لأنهم قالوا في الصيد رماه فأصماه، إذا قتله مكانه، ورماه فأنماه، إذا غاب عن عينه ثم وجده ميتاً، ونظير هذا قولهم للشاعر المُفْلِق: قاتله الله، وللفارس المِحْرَب: لا أبَ له.
(ك) حدثنا عون بن محمد، ثنا النّضر بن حديد قال: كنا عند الأحمر فأنشد يوماً ليزيد بن خَذّاق، من عبد القيس:
إذا ما قطَعْنا رَمْلَةً وعذابَها ... فإنّ لنا أمراً أحذَّ غموسا
فقال له رجل في المجلس: أنتَ أنشدتنا وعدابها، فقال له الأحمر: وما العداب؟ قال: مسترق الرمل. فقال له: لك عندنا صلة مذ