فقال أبو زيد: هذا تصحيفٌ، لأن المتأوِّبَ لا يكون مُغَلِّساً بحالٍ واحدة، لأن غلّس إنما هو في آخر الليل، وتأوّب، جاء في أوّله، وإنما هو فعَلّسا، أي اشتدّ وبرّح.
قلت: وهو بالعين المهملة.
(ك) حدثني يعقوب بن بيان قال: حدثني علي بن الحسين الإسكافي قال: أنشد ابن الأعرابي:
يشْتَدَّ حين يُريدُ فارِسُه ... شدَّ الجُداية غَمَّها الكَرَبُ
فأنشدتُ البيت أبا محلم فقال: أخطأ والله، إنما هو غَمَّه الكرب، غرته الهاء فظن الجداية الأنثى من ولد الظبية، أو ما سمع قول عنترة:
وكأنّما التفتتْ بجِيدِ جَدايةٍ ... رَشأ من الغِزْلانِ حُرٍّ أرْثَمِ