(ح) ويقولون: كلا الرجلين خَرَجا، وكلتا المرأتين حضرَتا. والاختيار أن يوحَّدَ لفظُ الخبر فيهما فيقال: كلا الرجلين خرجَ وكلتا المرأتين حضَرتْ، لأن كلا وكلتا اسمانِ مفردان وضعا لتأكيد الاثنين، وليستا في ذاتيهما مثنيين.
قلت: لو كانتا مثنيين لكان لهما واحد، ولا واحد لهما فهما غير مثنيين حقيقةً، إذ لا يقال كِلت مفرد كِلا ولا كِلت مفرد كِلتا، ومثلما اثنانِ واثنتانِ ليس مفردهما اثنا واثنتا، فاعرفْه.
(ح) ومن ذلك أنهم يكتبون كُلّما موصولة في كل موطن. والصواب أن تُكتَب موصولة إذا كانت بمعنى كلّ وقت كقوله عزّ وجلّ:(كلّما أوْقَدوا ناراً للحَرْبِ أطْفأَها الله) ، وإن وقعتْ ما المقترِنة بها موقع الذي كتبت مفصولة نحو: كُلّ ما عِندَك حسَنٌ، وكذلك حكم إنّ وأين وأيّ.
(ح) فأما مَنْ إذا اتصلتْ بلفظة كلّ أو بلفظة مع لم تكتب إلا مفصولة، وإنما كتبت موصولة في عمّنْ وممّنْ لأجل إدغام النون في الميم، كما أدغمتْ في عمّا وفي إنْ الشرطية إذا وصلتْ بما فصارت إمّا.