للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بن مَعْدِيكَرِب وقد سُئِلَ عن قومه فقال: نعم القومُ قومي عند السيف المسلول والمال المسئول.

ويكون التقدير: نعم الرجل زيد، أي الممدوح من الرجال زيد. وقد يجوز أن يُقتَصر على ذكر الجنس وتضمر المقصود بالمدح والذم اكتفاء بتقدم ذكره، كما جاء في التنزيل: (ووَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ، نِعْمَ العَبْدُ) ، أي نِعْمَ العبدُ سليمان.

قلت: وطوّلَ الحريريُّ، رحمه الله، الكلامَ في هذا الفصل، وتقريره على هذه القاعدة التي ذكرها، ومع ذلك فقد قال في مقاماته، في المقامة الثالثة والأربعين:

إنّكَ نِعْمَ مَنْ إليه يُحْتَكَمْ

فجاء فيه بغير ما قرره في كتابه درة الغواص.

(ص ح) ومن أوهامهم أنهم لا يفرقون بين معنى نَعَم ومعنى بَلَى ويقيمون إحداهما مقام الأخرى.

وليس كذلك، لأن نَعَمْ تقع في جواب الاستخبار المجرد من النفي؛ فيَرِدُ الكلامُ الذي بعد حرف الاستفهام، كما قال

<<  <   >  >>