للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} أي: ليترك ولا يأكل.

{وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} أي يقتصد ولا يسرف.

٧- قال قتادة (١) وكانوا لا يُوَرِّثون النساء فنزلت: {وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} مُوجَبًا فرضه الله. أي أوجبه.

٩- {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا} مبينة في كتاب "المشكل" (٢) .

{قَوْلا سَدِيدًا} من السّداد وهو الصواب والقصد في القول.

١٢- وقوله: {يُورَثُ كَلالَةً} هو الرجل يموت ولا ولد له ولا والد. قال أبو عبيدة: هو مصدر من تَكَلَّلَه النَّسب (٣) . وتكلله النسب: أحاط به. والأب والابن طرفان للرجل. فإذا مات ولم يخلفهما فقد مات عن ذهاب طرفيه. فسمي ذهاب الطرفين: كلالة. وكأنها اسم للمصيبة (٤) في تكلل النسب مأخوذ منهُ نحو هذا قولهم: وجهت الشيء: أخذت وجههُ، وثغّرت الرجل: كسرت ثغره.

وأطراف الرجل: نسبه من أبيه وأمه. وأنشد أبو زيد:

فكيفَ بأطْرَافِي إذَا ما شَتَمْتَنِي ... وَمَا بَعْد شَتْمِ الوالِدينِ صُلُوحُ (٥)


(١) قوله في تفسير الطبري ٧/٥٩٧ وانظر الدر المنثور ٢/١٢٢ وأسباب النزول ١٠٦.
(٢) بينها في صفحة ٢٤٨.
(٣) في مجاز القرآن ١١٩ " ... النسب، أي تعطف النسب عليه، ومن قال: "يورث كلالة" فهم الرجال الورثة، أي يعطف النسب عليه" وانظر اللسان ١٤/١١٢ والبحر المحيط ٣/١٨٨ وتفسير القرطبي ٥/٧٦-٧٧ وتفسير الطبري ٨/٥٣.
(٤) في اللسان ١٤/١١١ "والكل: المصيبة تحدث، والأصل من كل عنه، أي نبا وضعف".
(٥) في اللسان ١١/٢٢ "وأنشد أبو زيد لعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. "فكيف ... .صلوح". جمعهما أطرافا لأنه أراد أبويه ومن اتصل بهما من ذويهما. وقال أبو زيد في قوله: "بأطرافي" أطرافه: أبواه وإخوته وأعمامه وكل قريب له محرم" والبيت غير منسوب فيه ٣/٣٤٨ والصحاح ٤/١٣٩٣.

<<  <   >  >>