للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ} فتقاتلوا فيه.

{وَلا الْهَدْيَ} وهو ما أُهْدِي إلى البيت. وهو من الشَّعَائِر. وإشْعَارُه أن يُقلَّد ويُجَلَّلَ ويطعن في سَنامه ليعلم بذلك أنه هَدْيٌ. يقول: فلا تستحلوه قبل أن يبلغ محلّه.

{وَلا الْقَلائِدَ} وكان الرجل يقلِّد بعيره من لِحَاء شجرِ الحرم فيأمن بذلك حيث سلَك.

{وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} يعني العَامِدِين إلى البيت. واحدهم آمٌّ.

{يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ رَبِّهِمْ} أي يريدون فضلا من الله، أي رزقًا بالتجارة.

{وَرِضْوَانًا} بالحج.

{وَإِذَا حَلَلْتُمْ} أي خرجتم من إحرامكم.

{فَاصْطَادُوا} على الإباحة.

{وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ} أي لا يكسبنكم. يقال: فلان جارم أهله: أي كاسبهم. وكذلك جَرِيمَتُهُمْ (١) وقال الهُذَلِيّ ووصف عقابا:

جَرِيمَة نَاهِضٍ في رأْسِ نِيقٍ ... تَرَى لعِظَامِ ما جَمَعَتْ صَلِيبَا (٢)

والناهض: فرخها. يقول هي تكسب له وتأتيه بِقُوتِه.


(١) راجع تأويل مشكل القرآن وهامشه ٤١٨.
(٢) البيت لأبي خراش الهذلي، كما في المعاني الكبير لابن قتيبة ١/٢٨٠ واللسان ٢/١٦، ١٤/٣٥٩ وهو في وصف عقاب شبه فرسه بها وقبله:
كأنى إذا غدوا ضَمَّنْتُ بَزِّي ... من العقبان خائِتَةً طَلُوبا
بزي: سلاحي: عقابا خائتة: أي منقضة. يقول: كأن ثيابي حين غدوت على عقاب من سرعتي - خائتة تسمع لجناحها صوتا إذا انقضت. جريمة: كاسبة. والنيق: أرفع موضع في الجبل. والصليب: الودك. ونقل في اللسان ١٤/٣٥٩ عن الأزهري أنه قال في هذا البيت: "يصف عقابا تصيد فرخها الناهض ما تأكله من لحم طير أكلته وبقي عظامه يسيل منها الودك".

<<  <   >  >>