للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ضَرْبًا تَوَاصَى بِهِ الأبْطَالُ سِجِّينَا (١)

وقال: يريد ضربا شديدا.

ولست أدري ما سجيل من سجين. وذَاك باللام وهذا بالنون. وإنما سجين في بيت ابن مقبل "فِعِّيلٌ" من سَجَنْتُ. أي حَبَسْت. كأنه قال: ضَرْبٌ يُثْبِتُ صَاحِبَه بمكانه. أي يحبسه مقتولا أو مُقَارِبًا للقتل. و"فِعِّيلٌ" لما دام منه العمل. كقولك: رجل فِسِّيقٌ وَسِكِّيرٌ وسِكِّيتٌ: إذا أدام منه الفسق والسكر والسكوتَ. وكذلك "سِجِّينٌ". هو ضرب يدوم منه الإثبات والْحَبْسُ.

وبعض الرواة (٢) يرويه "سِخِّين" - من السُّخُونة - أي ضربا سُخْنا.

{مَنْضُودٍ} بعضه على بعض كما تُنْضد الثيابُ وكما يُنضد اللبِن.

٨٣- {مُسَوَّمَةً} معلمة بمثل الخواتيم. والسُّومَةُ: العلامة (٣) .

٨٦- {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ} أي: ما أبقى الله لكم من حَلال الرزق خير من التَّطْفِيف.

٨٧- {أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ} أي: دينك. ويقال: قراءتك (٤) .

٨٩- {لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي} أي: لا يكسبنَّكم ويجرّ عليكم شقاقي، أي: عداوتي، أن تَهْلِكُوا (٥) .


(١) صدره:
"ورجلة يضربون البيض عن عرض"
وهو من قصيدة لتمميم بن مقبل العامري، في جمهرة أشعار العرب ١٦٢ والشطر في تفسير الطبري ١٢/٥٧.
(٢) في اللسان ١٧/٦٥ "ورواه ابن الأعرابي: "سخينا" أي سخنا، يعني الضرب. وروي عن المؤرج: "سجيل وسجين: دائم في قول ابن مقبل".
(٣) راجع ص ١٠٢، ١٠٩.
(٤) تأويل مشكل القرآن ٣٥٥.
(٥) في تفسير الطبري ١٢/٦٣ "يقول: لا يحملنكم عداوتي وبغضي وفراق الدين الذي أنا عليه، على الإصرار على ما أنتم عليه من الكفر بالله وعبادة الأوثان وبخس الناس في المكيال والميزان وترك الإنابة والتوبة. فيصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح من الغرق، أو قوم هود من العذاب، أو قوم صالح من الرجفة، وما قوم لوط، الذين ائتفكت بهم الأرض منكم ببعيد هلاكهم. أفلا تتعظون به وتعتبرون. يقول: فاعتبروا بهؤلاء واحذروا أن يصيبكم بشقاقي مثل الذي أصابهم".

<<  <   >  >>