للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن قرأ: "شَعَفَهَا"- بالعين - (١) أراد فتَنها. من قولك. فلان مَشْعُوفٌ بفلانةَ.

٣١- {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ} أي: بقولهن وغِيبتهن.

{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ} أعتدت من العتاد (٢) .

{مُتَّكَأً} أي: طعاما. يقال: اتكأنا عند فلان: إذا طعمنا. وقد بينت أصل هذا في كتاب "المشكل" (٣) .

ومن قرأ "مُتْكًا" (٤) فإنه يريد الأتْرُجّ. ويقال: الزُّمَاوَرْد (٥) .

وَأَيَّا مَّا كان فإني لا أحسبه سُمّي مُتَّكَأً إلا بالقطع؛ كأنّه مأخوذ من الْبَتْك.


(١) وممن قرأ بذلك الحسن البصري وأبو رجاء، كما في اللسان ١١/٧٩ وتفسير الطبري ١٢/١١٨ وقد قال في صفحة ١١٩ "والصواب في ذلك عندنا من القراءة: "قد شغفها" بالغين؛ لإجماع الحجة من القراء عليه".
(٢) في تفسير الطبري ١٢/١١٩ "وأعتدت: أفعلت من العتاد، وهو العدة. ومعناه. أعدت لهن متكأ، يعني مجلسا للطعام، وما يتكئن عليه من النمارق والوسائد، وهو مفتعل من قول القائل: اتكأت، يقال: ألق له متكأ يعني ما يتكئ عليه".
(٣) راجع تأويل مشكل القرآن ٣٢، ١٣٨.
(٤) مخففا غير مهموز، كالضحاك ومجاهد وسعيد بن جبير راجع تفسير القرطبي ٩/١٧٨ واللسان ١٢/٣٧٤ والبحر المحيط ٥/٣٠٢.
(٥) في تفسير الطبري ١٢/١١٩ "وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: المتكأ هو النمرق يتكأ عليه وقال: زعم قوم أنه الأترج. قال وهذا أبطل باطل في الأرض، ولكن عسى أن يكون مع المتكأ أترج يأكلونه. وحكى أبو عبيد القاسم بن سلام قول أبي عبيدة ثم قال: والفقهاء أعلم بالتأويل منه. ثم قال: ولعله بعض ما ذهب من كلام العرب، فإن الكسائي كان يقول: قد ذهب من كلام العرب شيء كثير انقرض أهله. والقول في أن الفقهاء أعلم بالتأويل من أبي عبيدة كما قال أبو عبيد لا شك فيه، غير أن أبا عبيدة لم يبعد من الصواب في هذا القول، بل القول كما قال من أن من قال للمتكأ هو الأترج إنما بين المعدّ في المجلس الذي فيه المتكأ والذي من أجله أعطين السكاكين لأن السكاكين معلوم أنها لا تعد للمتكأ إلا لتخريقه، ولم يعطين السكاكين لذلك" وقد لمح الطبري في قوله هذا كلام ابن قتيبة هنا.

<<  <   >  >>