للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَقُولُ لَهُمْ بالشِّعْب إذْ يَأْسِرُونَنِي ... أَلَمْ تَيْأَسُوا أَنِّي ابنُ فَارِسِ زَهْدَمِ (١)

أي أَلَمْ تَعْلَمُوا.

{قَارِعَةٌ} داهية تَقْرَع أو مصيبة تنزل. وأراد أن ذاك لا يزال يصيبهم من سَرَايَا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

٣٢- {فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} أي أمهلتهم وأَطَلْت لهم (٢) .

٣٣- {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} هو الله القائم على كل نفس بما كسبت يأخذها بما جنت ويثيبها بما أحسنت. وقد بينت [معنى] القيام في مثل هذا في كتاب "المشكل" (٣) .

٣٨- {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} أي وقت قد كُتِب.

٣٩- {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ} أي ينسخ من القرآن ما يشاء.

{وَيُثْبِتُ} أي يدعه ثابتًا فلا ينسخهُ، وهو المُحْكَمُ (٤) .

{وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} أي جُمْلَتُهُ وأصلُه.


(١) البيت لسحيم بن وثيل اليربوعي، كما في مجاز القرآن ١/٣٣٢ وتفسير الطبري ١٣/١٠٣ نقلا عن مجاز القرآن. وهو له في اللسان ٨/١٤٧ وانظر شرحه وتخريجه من كتب أخرى في تأويل مشكل القرآن ١٤٨.
(٢) في تفسير الطبري ١٣/١٠٦ "فأطلت لهم المهل ومددت لهم في الأجل ... والإملاء في كلام العرب: الإطالة، يقال منه: أمليت لفلان إذا أطلت له في المهل، ومنه الملاوة من الدهر، ومنه قولهم: تمليت حينا، ولذلك قيل لليل والنهار: الملوان. لطولهما".
(٣) بينه في صفحة ١٣٨-١٣٩.
(٤) وقيل: يمحو الله ما يشاء من أمور عباده فيغيره إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يغيران. وقيل: يمحو الله ما يشاء ويثبت من كتاب سوى أم الكتاب الذي لا يغير منه شيء. وقيل: معنى ذلك: يغفر ما يشاء من ذنوب عباده ويترك ما يشاء فلا يغفر. وقيل: يمحو من قد حان أجله ويثبت من لم يَجِئ أجله إلى أجله. وهذا قول الحسن ومجاهد، وهو أولى الأقوال بتأويل الآية وأشبهها بالصواب عند أبي جعفر الطبري ١٣/١١٤ "وذلك أن الله توعد المشركين الذين سألوا رسول الله الآيات بالعقوبة وتهددهم بها وقال لهم: وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله، لكل أجل كتاب يعلمهم بذلك أن لقضائه فيهم أجلا مثبتا في كتاب هم مؤخرون إلى وقت مجيء ذلك الأجل. ثم قال لهم: فإذا جاء ذلك الأجل يجيء الله بما شاء ممن قدرنا أجله وانقطع رزقه أو حان هلاكه أو اتضاعه من رفعة أو هلاك مال، فيقضي ذلك في خلقه؛ فذلك محوه. ويثبت ما شاء ممن بقي أجله ورزقه وأكله، فيتركه على ما هو عليه فلا يمحوه".

<<  <   >  >>