للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحدثت بهذا؟ ! ، فيجيب كل منهما صاحبه فيقول: والله ما سمعت بهذا إلا الساعة، فلما فرغ القاص من تزويره، قعد للناس يأخذ منهم ما يجودون به لقاء هذه الفرية العظيمة، وبينا هو جالس ينتظر المزيد أشار له يحي بن معين بيده تعال، فجاء متوهما عطاءا، لكنه فوجيء بالسؤال من يحي؟ من حدثك بهذا؟ فقال: أحمد بن حنبل ويحي بن معين، أنا يحي بن معين وهذا أحمد بن حنبل، لم نسمع بهذا قط في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! ! ، فمكر القاص وقال: لم أزل أسمع أن يحي بن معين أحمق، فما تحققت هذا إلا الساعة، كأن ليس فيها يحي بن معين وأحمد بن حنبل غيركما! ، وقد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحي بن معين (١)، هذه نماذج مختصرة، والمتتبع لهذا الباب يجمع فيه أسبابا اخرى.


(١) انظر (لمحات في أصول الحديث ص ٣٠٨ - ٣٠٩) في سند هذه القصة مجهول، وفيها غرابة بالنسبة إلى ما كان عليه الحال في ذلك الزمان، فمكانة الإمامين أحمد بن حنبل ويحي بن معين لا تجعل مثل هذا القائل قادرا على مقابلتهما بمثل هذا، وقد تناقلها العلماء وقد يقال إن الكذابين من الزنادقة وغير قد تجرؤا على الله، فالجرأة منهم على البشر أولى، والله أعلم.

<<  <   >  >>