للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَبَعْضُ مَا يُضَافُ حَتْماً امْتَنَعْ ... إِيلاَؤُهُ اسْماً ظَاهِرَاً حَيْثُ وَقَعْ

كَوَحْدَ لَبَّيْ وَدَوَالَيْ سَعْدَيْ ... وَشَذَّ إِيلاَءُ يَدَيْ لِلَبَّيْ

أي: بعض الأسماء الملازمة للإضافة لفظاً ومعنىً يمتنعُ أن تُضافَ إلى الاسم الظاهر فتجبُ إضافته للمضمر, وفي هذا النوع خروجٌ عن الأصل من وجهين, هذا النوع الذي لزمَ الإضافة إلى الضمير خرجَ عن الأصل من وجهين:

أولاً: لزوم الإضافة, وقلنا هذا خلافُ الأصل .. لزومُ الإضافة خلافُ الأصل.

وكون المضاف إليه مُضمَراً، هذا خروجٌ عن خروج.

إذن: فيه خروجان عن الأصل: أولاً: لزومُ الإضافة, وهذا خلافُ الأصل؛ لأن الأصل في الاسم يجوزُ إضافته وإفراده, فإذا لزِمَ الإضافة خرجَ عن الأصل, ثم إذا لزمَ الإضافة الأصل أنه يُضاف إلى الظاهر والضمير لا يُقيّد بشيء, فإذا قُيّد بالظاهر دون الضمير أو بالضمير دون الظاهر قلنا هذا خروجٌ آخر كونه مضاف إليه مضمراً.

ثم ذكرَ أربعة ألفاظ، وقلنا: وحدَ وهو مُلازِم للنصب عن الحالية, تقول: جاءَ زيدٌ وحدَه, أي: مُنفرداً, وقد جاء مُضافاً إليه في قولهم في المدح: نَسِيْجُ وَحْدِهِ, وفريدُ دَهرِهِ.

وأما لبي فإنه أيضاً مُلازِم الإضافة إلى الضمير نحو: لبيك، ومعنى لبيك -كما ذكرنا- إقامة على إجابة, أو نقول: أجيبك إجابة مُتكرّرة لأنها في المعنى بمعنى التكرار, ويُعرَب مفعولاً مطلقاً ولا يُعرَب حالاً خلافاً لسيبويه؛ لأن المصدر الموضوع للتكثير لم يَثبُت فيه غير كونه مفعولاً مطلقاً, هكذا قال ابنُ هشام في التوضيح, المصدر -بعض المصادر- قُصِد بها الدلالة على التكثير المرات .. مرّة بعد مرّة دون نهاية, نقول هذه لم يُسمع فيها باستقراء كلام العرب، إلا أنها وقعت مفعولاً مطلقاً, وقيلَ: حالاً وهو ضعيف, وهو إعرابُ سيبويه في هذاذيك؛ لأنها مَعرفة, والحال لا يكون إلا نكرة, فهو مصدر أُضيف إلى معرفة واكتسب التعريف.

لبيك قلنا: هذه مُضاف ومضاف إليه, ذهبَ الأعلم وهو مِن المتاخرين إلى أن الكاف هذه حرفُ خطاب ليست بضمير, حينئذٍ هي مثلُ ذاك, وهذا ضعيف لأننا قلنا أنها مُضافة إلى الاسم, وإذا أُضيفت إلى الاسم حينئذٍ امتنعَ أن يكون الاسم حرفاً .. هذا أولاً.

لبيك ونحوها, هذه الكاف ليست حرف خطاب بل هي اسمٌ لقولهم: حنانيه ولبيه فأضافوا بعض هذه الألفاظ إلى ضمير الغيبة مع شذوذه, وللاسم الظاهر فلا تحمَل هذه الألفاظ على أسماء الإشارة لاختلاف الحال, ولحذفهم النون لأجلها ولم يحذفوها في ذانك, حنانيك, حنانك, ولم يحذفوها في ذانك ولأنها لا تلحقُ الأسماء التي لا تُشبِه الحرف, وما زعمَه الأعلم أن الكاف حرف الخطاب لا موضع لها من الأعراب مثلها في ذلك ضعيف.

إذن: هذه الكاف نقول: اسمٌ مضافٌ؛ لبيك: لبي مضاف والكاف مضاف إليه, ليست حرفَ خطاب بل هي اسم لقولهم: حنانيه, ولبيه, فأضافوا بعض هذه الألفاظ إلى ضمير الغيبة مع كونه شاذاً, وللاسم الظاهر فلا تُحمَل هذه الألفاظ على أسماء الإشارة.

إذن: نقول: كونهم أضافوه إلى الضمير وأضافوه إلى الاسم الظاهر ثم وجدنا الكاف: لبيك, هم قالوا: لبيه, وقالوا: لبي يدي.