للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسؤال آخر: يدعي الشيعة ـ في قصصهم الكثيرة عن مهديِّهم الغائب المنتظر ـ أنه لما ولد «نزلت عليه طيور من السماء تمسح أجنحتها علَى رأسه ووجهه وسائر جسده ثم تطير! فلما قيل لأبيه ضحك وقال: تلك ملائكة السماء نزلت للتبرك بهذا المولود، وهي أنصاره إذا خرج» (روضة الواعظين ص ٢٦٠)، والسؤال: مادامت الملائكة أنصاره؛ فلماذا الخوف والدخول في السرداب؟!

وسؤال آخر: يزعم الشيعة أن من شروط الإمام: التكليف وهو البلوغ والعقل (الفصول المختارة للمفيد ص١١٢ ـ ١١٣). ثم تناقضوا فادعوا إمامة محمد بن علي الملقب «بالجواد» حيث لم يبلغ الحُلُم عند وفاة والده علي «الرضا».

والثابت ـ عندهم ـ أن إمامهم الغائب المسمى محمد بن الحسن العسكري ثبتت إمامته وهو ابن خمس أو ثلاث سنين، فلماذا استبعدوا هذا الشرط وقالوا بإمامته؟!

والشِيعَةَ يَزْعُمُونَ أَنَّ هَذَا الْمُنْتَظَرَ كَانَ عُمْرُهُ عِنْدَ مَوْتِ أَبِيهِ: إمَّا سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا علَى اخْتِلَافٍ بَيْنِهِمْ فِي ذَلِكَ. وَقَدْ عُلِمَ بِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ الْمُتَوَاتِرَةِ وَإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ: أَنَّ مِثْلَ هَذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ تَحْتَ وِلَايَةِ غَيْرِهِ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ. فَيَكُونُ هُوَ نَفْسُهُ مَحْضُونًا مَكْفُولًا لِآخَرَ يَسْتَحِقُّ كَفَالَتَهُ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ تَحْتَ مَنْ يَسْتَحِقُّ النَّظَرَ وَالْقِيَامَ عَلَيْهِ.

وَهُوَ قَبْلَ السَّبْعِ طِفْلٌ لَا يُؤْمَرُ بِالصَّلَاةِ. فَإِذَا بَلَغَ الْعَشْرَ وَلَمْ يُصَلِّ أدِّبَ علَى فِعْلِهَا. فَكَيْفَ يَكُونُ مِثْلُ هَذَا إمَامًا مَعْصُومًا يَعْلَمُ جَمِيعَ الدِّينِ وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إلَّا مَنْ آمَنَ بِهِ.

ثُمَّ بِتَقْدِيرِ وَجُودِهِ وَإِمَامَتِهِ وَعِصْمَتِهِ: إنَّمَا يَجِبُ علَى الْخَلْقِ أَنْ يُطِيعُوا مَنْ يَكُونُ قَائِمًا بَيْنَهُمْ: يَأْمُرُهُمْ بِمَا أَمَرَهُمْ اللهُ بِهِ وَرَسُولُهُ - صلى الله عليه وآله وسلم - وَيَنْهَاهُمْ عَمَّا نَهَاهُمْ.

<<  <   >  >>