للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عهدهم وتآمروا علَى حرمان عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - من الخلافة بعد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -.

ما هي نسبة احتمال حصول ذلك؟ ولأي مصلحة؟

لواستعرضنا حتَّى كتابات علماء الشيعة لما وجدنا أي مصلحة في ذلك!

* خطبة غدير خُم كانت في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة من العام نفسه الذي حج فيه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - حجة الوداع، وفي الشهر نفسه الذي نزلت فيه آية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (المائدة:٣) في اليوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة فكيف يمكن لهذه الآية الأخيرة الختامية أن تنزل قبل آية يأمر الله فيها نبيه بتبليغ الرسالة؟ خاصة وقد شهد ألوف الحجاج يوم عرفة بأن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة.

ويؤكد علماء المسلمين أن آية: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} قد نزلت قبل حجة الوداع بل وقبل فتح مكة وغزوة خيبر.

*أهل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لا ينحصرون في علي وآل علي إذ يشملون عقيلًا وآل عقيل وجعفرًا وآل جعفر والعباس وآل العباس وزوجات النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، أمهات المؤمنين، ولم يقل الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - تمسكوا بأهل بيتي أو أنهم الهدى والنور، ولو كان الحديث يحتمل أي معنى يتضمن تخويل سلطة خاصة لأهل بيته لَكانت في جميع أهل بيته ولَوَجَبَتْ بها شرعية خلافة العباسيين الوراثية علَى أعناق الشيعة ووجب احترام الشيعة لحكم العباسيين بدلًا مما في مصادر الشيعة من تسويد لصفحاتهم ظلمًا وافتراءً.

* لو ثبتت صحة هذا الحديث في مناسبة غير هذه فإنها لا تعني أكثر من قول الله تعالى مخاطبًا زوجات النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} (التحريم:٤) فهذا لا يعني أن صالح المؤمنين أوصياء علَى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولكن يعني أنهم أصحابه وناصروه.

ثم إن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يقل: من كنت وليه فعَلِيٌّ وليه، ولم يقل: من كنت وليه أو

<<  <   >  >>