للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودنياهم، ويشاطرونهم الحكم والحكومة، ويبايعونهم علَى إمرتهم وسلطانهم، ويجاهدون تحت رايتهم، ويأخذون من الغنائم التي تحصل من طريقهم، ويتصاهرون معهم، يتزوجون منهم ويزوجونهم بهم، يسمون أبناءهم بأسماءهم، يذاكرونهم في مجالسهم، ويرجعون إليهم في مسائلهم، ويذكرون فضائلهم ومحامدهم، ويقرّون بفضل أهل الفضل منهم، وعلم أهل العلم، وتقوى المتقين، وطهارة العامة وزهدهم.

(والنقول من كتب الشيعة أنفسهم لإقامة الحجة عليهم)

* فها هو علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الخليفة الراشد الرابع عندنا ـ أهل السنة ـ، والإمام المعصوم الأول عند الشيعة، يذكر أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عامة، ويمدحهم، ويثني عليهم ثناء عاطرًا بقوله:

«لقد رأيتُ أصحاب محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، فما أرى أحدًا يشبههم منكم! لقد كانوا يصبحون شعثًا غبرًا، وقد باتوا سجدًا وقيامًا، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون علَى مثل الجمر من ذكر معادهم! كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم! إذا ذكر الله هملت أعينهم حتَّى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفًا من العقاب، ورجاء للثواب» (نهج البلاغة ص١٤٣، وهو من الكتب الموثقة عند الشيعة).

* ويمدح علي - رضي الله عنه - المهاجرين من الصحابة في جواب معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهم - فيقول: «فاز أهل السبق بسبقهم، وذهب المهاجرون الأولون بفضلهم» («نهج البلاغة» ص٣٨٣).

وقال أيضًا: «وفي المهاجرين خير كثير تعرفه، جزاهم الله خير الجزاء» (نهج البلاغة) ص٣٨٣).

* كما مدح الأنصار من أصحاب محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله: «هم والله رُبُّوا الإسلام كما يربي الفُلُوّ مع غنائهم بأيديهم السباط، وألسنتهم السلاط» («نهج البلاغة» ص٥٥٧). (الفُلُوّ: المهر)

* وسيد الرسل نفسه - صلى الله عليه وآله وسلم - يمدح الأنصار ـ حسب قول الشيعة ـ «اللهم اغفر

<<  <   >  >>