للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا الناس، وإن أراد المجد والعلو فلن يجد معوقات أمامه - إن شاء الله تعالى -، فقد قال جلَّ من قائل: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلبا) (١).

ولا أحفظ جواباً لأحد من الصحابة يماثل ما ذكرته، بل كانت حياتهم كلها جد وتشمير ومحاولة للوصول إلى الأعلى والأفضل، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحفزهم بمحفزات كثيرة، فيرى منهم الاستجابة والالتزام، فقد قال لهم - صلى الله عليه وسلم -: ((أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟)) (٢) ((أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟)) (٣) ونحو هذا من الأسئلة التي لم يواجَه النبي - صلى الله عليه وسلم - بإعلان الضعف والعجز، ولكن تساءلوا رضي الله عنهم عن الكيفية، وهذا هو الحال اللائق بهم رضي الله عنهم.

وهذا الصحابي الذي جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن شرائعَ الإسلام قد كثرت عليَّ، فأخبرني بأمر لا أزال أتشبت به، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((قل: آمنتُ بالله، ثم استقم)) (٤)، فهذا


(١) سورة العنكبوت: آية٦٩.
(٢) أخرجه الإمام مسلم في صحيحة: كتاب صلاة المسافرين وقصرها: باب فضل سورة الإخلاص.
(٣) المصدر السابق: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء.
(٤) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب جامع أوصاف الإسلام.

<<  <   >  >>