للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصحابي رضي الله عنه لم يعلن العجز، ولم يرد الأمر بل طلب الدلالة على أمر جامع يتمسك به.

وهذا الصحابي الضرير لما جاء يستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة ببيته، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هل تسمع النداء بالصلاة؟)) قال: نعم، قال: ((فأجب)) (١).

فامتثل رضي الله تعالى عنه على أنه كان له عذر واضح، فلم ينقل عنه إظهار العجز أو القصور.

٣ - أنت السبب، أو أنت الملوم، أو غير ذلك مما ينبئ باللوم والاتهام للآخرين:

وهذه المصطلحات ونحوها تستعمل في الهروب من الواقع والتملص من المسؤولية الشخصية، ويا حبذا لو استبدل به كلمة: أنا السبب أو نحوها مما ينطوي على تحمل الأمانة والشعور بالمسؤولية، فاستعمال مثل هذا المصطلح البديل يورث الاطمئنان على أهلية الشخص وأنه لا يلغي بتبعة تقصيره على الآخرين.

هذا نبي الله آدم - عليه الصلاة والسلام - لما عصى ربَّه بالأكل من الشجرة لم يقل لربه تبارك وتعالى مثلاً: أنت قدَّرت عليَّ أو أنت كتبت علي، إنما قال - صلى الله عليه وسلم -:


(١) المصدر السابق: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: باب فضل صلاة الجماعة.

<<  <   >  >>