الحياة التي يحياها المرء تجري في كثير من الأحيان على وتيرة واحدة، رتيبة ليس فيها شيء جديد - كما يقال - لكن قد تلوح في الأفق فرصة تغير مجرى حياة الشخص كلية، وتؤثر في سيره في هذه الحياة، وقد لا تلوح هذه الفرصة إلا مرة واحدة في حياته، فإن انتهزها واستغلَّها استقامت له وصحَّت وإلا انصرفت عنه وولَّت.
وشرط انتهاز الفرصة أن يكون الشخص مدركاً أنها فرصة، فكم من أشخاص تلوح لهم فرص ثم لا يستفيدون منها لعدم إدراكهم أنها فرصة قد لا تتكرر، لذلك شرعت لنا الاستخارة وحببت إلينا الاستشارة، وكان النصح لعامة المسلمين من الأصور الأصلية في شرعنا المطهر، و ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه - أو قال: لجاره - ما يحب لنفسه)) (١).
(١) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب لا يؤمن أحدكم حتى يجب لأخيه ما يحب لنفسه.