للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((فيه من الفقه جواز محاسبة المؤتمن، وأن المحاسبة تصحح أمانته، وهو أصل فعل عمر رضي الله تعالى عنه في محاسبة العمال)) (١).

هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نبَّه أبا بكر الصديق رضي الله عنه على أمر لم يُرضِه أن يصدر من أبي بكر رضي الله عنه، فعن عائذ بن عمرو رضي الله تعالى عنه أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: والله ما أخذت سوف الله من عنق عدو الله مأخذها، فقال أبو بكر رضي الله عنه: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيِّدهم؟ فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال ((يا أبا بكر لعلك أغضبتَهم، لئن كنتَ أغضبتَهم لقد أغضبتَ ربَّك)). فأتاهم أبو بكر رضي الله عنه فقال: يا إخوتاه، أغضبتُكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي (٢).

قال الإمام النوويّ رحمه الله تعالى:

((هذا الإتيان كان وهو كافر في الهدنة بعد صلح الحديبية، ... وفيه مراعاة قلوب الضعفاء وأهل الدين وكرامهم وملاطفتهم)) (٣).


(١) ((عمدة القاري)): ٧/ ٣٦٧.
(٢) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: كتاب فضائل الصحابة: باب من فضائل سلمان وبلال وصهيب رضي الله تعالى عنهم.
(٣) ((صحيح مسلم بشرح النووي)): ١٦/ ٥٣.

<<  <   >  >>