للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغرفة، وإذا إهاب معلق (١)، فابتَدَرتْ عيناي (٢)، فقال: ((ما يبكيك يا ابن الخطاب؟)) فقال: يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثَّر في جنبك، وهذه خِزانتك لا أرى بها إلا ما أرى، وذاك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار، وأنت نبي الله وصفوته وهذه خزانتك؟

قال: ((يا ابن الخطاب: أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟)) (٣).

أما حال السلف من الصحابة رضي الله تعالى عنهم فهم الذين تربوا على ما شاهدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه، وتدربوا على وصيته: ((إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّل عليه في المال والخَلق فلينظر إلى من هو أسفل منه)) (٤). يعني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلِّم أصحابه إذا ضاقت على أحدهم الدنيا أن يقارن بينه وبين من هو في ضيق أكبر وضنك أشد حتى يحمد لله تعالى ويرضى بحاله.


(١) أي: جلد.
(٢) أي: بكى.
(٣) قال المنذر: رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم: ((الترغيب والترهيب)): ٤/ ٢٠٠.
(٤) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: كتاب الزهد، حديث رقم ٢٩٦٣.

<<  <   >  >>