أيام حياته، إذا به يُوضع في مكتب وثير ليوقع على أوراق إدارية، أو يترأس اجتماعات لا ثمرة لها على الحقيقة.
واسألوا أساتذة الذرة المسلمين الذين رأوا أن عودتهم إلى ديارهم ستصيبهم بكثير من الإحباط ففضلوا البقاء في عسل الغرب الممزوج بالسم، على أن يعودوا إلى حنظل خالص أو بيت نحل فارغ.
واسألوا الدكاترة والمهندسين، وأصحاب الدرجات العليا من ((ماجستير)) و ((دكتوراه)) في شتى التخصُّصات العلمية والذين عملوا في وظائفَ دنيا بعد تخرجهم لا تمتُّ بصلة لما تدربوا عليه ودرسوه، فقد شاهدت ((دكاترة)) وحملة ((ماجستير)) يعملون مضيفين في شركات الطيران، وكل ما تطالب به شركات الطيران من مؤهلات دورة لمدة أربعة أسابيع مع تحصيل شهادة الكفاءة أو الثانوية بحسب الحاجة، فما الذي ساق صاحب هذا المؤهل العالي ليعمل الحاجة، فما الذي ساق صاحب هذا المؤهل العالي ليعمل في هذا المكان؟ وهذا ضربته مثالاً وإلا فالأمثلة كثيرة كثيرة.
وهذا الذي ذكرته منطبق على أناس كثيرين التحقوا بكليات الدعوة والشريعة وأصول الدين، ودرسوا طويلاً ثم بعد تخرُّجهم لم يجدوا عملاً مناسباً ليطبقوا فيه ما درسوه وما تدرَّبوا عليه نوعاً من التدريب، وهذا ملاحظ مشاهد في كثير من بلدان العالم الإسلامي لغلبة البطالة وقلة الوظائف.