للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمعنى: ألنَّا له الحديد فجعلناه في يده كالعجين يصرفه كيف يشاء، من غير نار ولا ضرب مِطرَقة، وأمرناه بعمل دروع سابغات، والسَّرْد: نَسْجُ كل ما يخشن ويغلظ، واستعير هنا لنظم الحديد وعمله دروعاً. ومعنى: (وقدر في السرد) أي: اجعل حلقها على مقاديرَ متناسبة، وقيل: لا تعمل الحلقات صيرة فتضعف فلا يقوى الدرع على الدفاع، ولا كبيرة فيُنال صاحبها من خلالها. وقد علَّمه الله تعالى كيف يصنع هذه الدروع على هيئة حِلَق، وإلا فقد كانت تصنع قبل ذلك صفائح (١)، فسردها وخَلّقها داود عليه السلام فجمعت بين الخفة والتحصين (٢).

وقيل أن الله تعلى علَّم داود عليه السلام صنعة الدروع وما كانت تعرف قبل ذلك (٣)، ولعل على هذا يدل قوله تعالى: (وعلمناه صنعة لبؤس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون) (٤).


(١) انظر ((روح المعاني)): ٢٢/ ١١٤ - ١١٥ بتصرف يسير.
(٢) المصدر السابق: ١٧/ ٧٧.
(٣) المصدر السابق: ١٧/ ٧٧.
(٤) سورة الأنبياء: آية ٨٠.

<<  <   >  >>