للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفتوى ((على أنَّا نعلم أن فتاوى الصحابة لم يكن القصد منها إلا التمرين على الاجتهاد)) (١)، وذلك لأنه ليس لأحد أن يفتي أو يقضي بحضرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن الغرض هو تدريب الصحابة رضي الله عنهم على شؤون القضاء والفُتيا بحضرته - صلى الله عليه وسلم -.

فعن عقبةَ بن عامر الجهني (٢) رضي الله تعالى عنه قال: جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خصمان، فقال: ((اقضِ بينهما) قال: أنت أولى بذلك مني يارسول الله، قال: ((وإن كان)) قال: فإذا قضيت بينهما فما لي؟ قال: ((إن كنتَ قضيت بينهما فأصبحت القضاء فللك عشر حسنات، وإن أنت اجتهدت فأخطأت فلك حسنة)).

ومثل هذا - أيضاً - جاء عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما (٣).


(١) ((الفكر السامي)): ١/ ١٧٣.
(٢) صحابي مشهور، اختلف في كنيته على سبعة أقوال أشهرها أنه أبو حماد، ولي إمرة مصر لمعاوية رضي الله تعالى عنهما ثلاث سنين، وكان فقيهاً فاضلاَ. مات في قرب الستين. انظر ((التقريب)): ٣٩٥.
(٣) انظر ((مجمع الزوائد)): ٤/ ١٩٨، وقال عن حديث عقبة: ((روى الإمام أحمد بإسناد رجاله الصحيح إلى عقبة بن عامر ... )).

<<  <   >  >>