الحديث الثاني:(الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسرُّ بالقرآن كالمسر بالصدقة)، هذا الحديث حديث حسن، وللعلماء أقوال فيه، فنبدأ بمسألة أيهما أولى: الجهر بالقرآن والجهر بالصدقة أم الإسرار؟ فأحياناً يكون الجهر أولى من الإسرار، وأحياناً يكون الإسرار أولى من الجهر في أمور معروفة.
الحديث الثالث:(ستة لعنتهم ولعنهم كل نبي مجاب الدعوة: التارك لسنة، والمستحل لمحارم الله، والمستحل من عترتي ما حرمه الله، والزائد في كتاب الله، والمتسلط على أمتي بالجبروت ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله)، هذا حديث ضعيف.
والجاهر بالقرآن هو الذي يقرأ القرآن بصوت مسموع، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى رجلاً يقرأ القرآن بصوت مرتفع وهناك من يصلي قال:(كلكم يناجي ربه)، يعني: الذي يقرأ القرآن لا شك أنه يناجي الله عز وجل، وكذلك الذي يصلي، قال:(فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن)؛ لأجل التشويش.
ومر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر فوجده يصلي الليل خافتاً صوته جداً، وعمر على العكس من ذلك كان رافعاً صوته جداً، ففي صبيحة اليوم الثاني حث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر على أن يرفع صوته قليلاً، وحث عمر على أن يخفض صوته.
فإن كان الجهر بالقرآن للتعليم أو للدرس أو لغير ذلك فالجهر أولى من الإسرار، وإلا فالأفضل الإسرار.
وكذلك إذا كان الجهر بالقرآن يؤدي إلى الرياء فالإسرار به أولى، وكذلك الصدقة إن كان الجهر بها يؤدي إلى الرياء الذي يؤدي بدوره إلى إحباط العمل فالسر بها أولى.