قال أبو الفتح: أي يصير الحائد حائناً، أي: إذا جاءت المنية صار بُعدك عن الموت سبباً للوقوع فيه، ولم يكن لك بد من لقائه، فضعَّف أولاً رأي وهسوذان، ثم رجع كأنه يعذره بأنه إذا أتت المنية لم يكن منها بد، ولم يتجه لأحدٍ دفعها، وقوله فدعوتها، أي: هذا قولها استعار ذلك، ولا قول لها.
قال الشيخ: الذي فسره وجه، لكن عندي أن معناه إذا بدت المنايا كان دعاؤها أن يكون الحائد فيها حائناً بها.
(يُقلقُهُ الصُّبحُ لا يَرَى مَعَه ... بُشرى بفتحٍ كأنَّه فاقدْ)
قال أبو الفتح: معناه إذا أصبح، ولم يرد عليه من يُبشره بفتحٍ، قلق، كأنه امرأة، فقدت ولدها.
قال الشيخ: عندي أن تشبيهه بامرأة فاقدٍ قبيح فاسد، وتشبيه الملوك بالنساء غير جميل ولا
جائز، وهو إذا أصبح لا يُبشر بفتحٍ قلق، كأنه فقد شيئاً عزيزاً عليه.