للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(طارَ الوُشاةُ على صَفاءِ ودادِهمْ ... وكذا الذُّبابُ على الطَّعامِ يطيرُ)

قال أبو الفتح: قوله طار الوشاة على صفاء ودادهم كلام جيد، والمصراع الثاني دونه جداً، ومعنى طار ذهبوا، وهلكوا لما لم يجدوا بينهم مدخلاً.

قال الشيخ: لا أدري ما هذا التفسير؟ ومناه عندي: طار الوشاة على صفاء ودهم ليكدروه بنمائمهم ووشاياتهم فطُردوا، وكذلك الذُّباب يطير على الطعام لينقصه فيُطرد، فشبه الوشاة بالذُّباب في الحقارة والذِّلة والخُبث والخساسة.

وقال من مطلع أبيات:

(مَرَتْكَ ابن إبراهيمَ صافيةُ الخمرِ ... وهُنِّئتَها منْ شاربٍ مسكرِ السُّكْرِ)

قال أبو الفتح: أراد مرأتك، أي تغلب السُّكر، إما لأنك ممن لا يغلبه مخلوق، فإذا لم يغلبك السُّكر، ومن عادته أن يغلب كل أحدٍ، فكأنك قد غلبته، وإما لأنه استحسن شمائلك لحسنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>