للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكما قال المتنبي:

وما الدَّهرُ إلاَّ مِن رواةِ قلائدي ... إذا قلتُ شعراً أصبح الدَّهرُ مُنشِدا

فسارَ به من لا يسيرُ مشمِّراً ... وغنَّى به من لا يُغنِّي مغردِّا

وكما قال في كافور:

وشرَّق حتَّى ليس للشرقِ مشرقٌ ... وغرَّب حتى ليس للغربِ مَغرِبُ

إذا قلُته لم يمتنع من وصولِه ... جدارٌ معلَّى أو خباءٌ مطنَّبُ

وكما قال فيره، وقد أخذ عنه:

تناشدَها الأنامُ وهم سُكارى ... ومَن يصحو منَ الخمرِ الحلالِ؟

وأملاها الزَّمانُ على بنيهِ ... بأنفاسِ الجنائبِ والشَّمالِ

وكما قال:

وجابت قوافيك البلادَ كأنَّما ... يرينَ بها في صبغِها مقَلةَ ابن ما

وأمثالها في الدواوين، لا يُحصى ولا يُحصر، ومعناه إن سيف الدولة كم كان يُغري به شعراءه حتى يتعرَّضوا له.

وهيهاتَ البحورُ منَ الثَّماد ... وهيهاتَ النُّجومُ منَ الرَّمادِ

وقصائد فيه ناطقة به، فالمتنبي يقول: أعطِ من شئت ما تملك، أي: لست أنفس بمالك على هؤلاء المتشاعرين، ولا تُلجئني بإشلاء أمثالهم عليَّ إلى مفارقتك والوفادة على غيرك ومدح سواك وإنشاد الشعر في غيرك، ويدلُّك على صحته ما بعده:

<<  <  ج: ص:  >  >>