للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فجعلتُ ما تهدي إليَّ هديَّةً ... منِّي إليكَ وظَرفَها التَّأْميلا)

قال أبو الفتح: هذا البيت يحتمل معنيين، أحدهما أن يكون أهدى إليه شيئاً، كان أهداه صديقه الممدوح إليه، فيكون هذا الاستعمال استعمالاً لما تركه ابن الرُّومي في قوله:

أيُّ شيءٍ أهدي إليكِ وفي وج ... هكِ من كلِّ ما تُهوديَ معنى؟

منكِ يا جنَّةَ النَّعيمِ الهدايا ... أفأُهدي إليكِ ما منكِ يُجنَى؟

إلا أن المتنبي خبَّر أنه أهدى إليه ذلك الشيء بعينه، وأبن الرُّومي قال: كيف أُهدي إليك ما من عادة مثله أن يُهدى منك، فبينهما فصلُ لطيف؟ فهذا أحد المعنيين، والمعنى الآخر أن يكون أراد جعلت ما من عادتك أن تهديه إليَّ، وتزودنيه وقت فراقك هدية مني إليك، أي: أسألك أن لا تتكلفه لي، والقول الأول أشد انكشافاً وأظهر، والقول الثاني أقوى وألطف، وقوله: وظرفها التَّأميلا،

<<  <  ج: ص:  >  >>