للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وطول القامة ممَّا يُمدح به كقول القائل:

ولَّما التقى الصَّفَّان واختلفَ القنا ... نِهالاً وأسبابُ المنايا نِهالُها

تبيَّنَ لي أنَّ القَماءةَ ذِلَّةٌ ... وأنَّ أعزَّاَء الرِّجالِ طِوالُها

وقال في قصيدة أولها:

(كدعواكِ كلٌّ يدَّعي صحَّة العقل ... . . . . . . . . . . . . . . .)

(فولَّتْ تُريغُ الغيثَ والغيثَ خلَّفتْ ... وتطلبُ ما قدْ كانَ باليدِ بالرِّجْلِ)

قال أبو الفتح: أي لو ظفرت بالكوفة وما قصدت له لوصلت إلى تناول الغيث باليد على قُربٍ.

قال الشيخ: فسر بعضاً، وأخل بعضٍ، فإنه يقول: فولَّت الكلابيَّة عائدة إلى عادتها في

البوادي طلباً للنَّجعة والغيث والكلأ، وقد خلَّفت الغيث، أي: ولاية الكوفة، وتطلب ما كان في يدها من الكوفة لو قدرت عليها بالثبات وملكتها بالسيوف الباترات بالرِّجل في الإسراع إلى الانتجاع، يسخر بهم، ويستهزئ بهم وبأنهم كانوا أهل ما يصيدونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>