فأبدل من الفتحة في الواو، الكسرة، يدلك على أن الأصل فيها الفتحة، قوله تعالى:(ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ) و (ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ) وكما أبدل الكسرة من الفتحة، في قوله:
وبالعذواتِ منبتنا نضارٌ ... ونبعٌ لا فصافص في كبينا
والواحد: الكبا، فلم يفتح العين من الكبين، كما لم يفتحهما من الذوين وإنما جاز ذلك في الفتحة والكسرة، لأنهما كالمثلين، ألا ترى أنهم قد حركوا بالفتح مكان الكسر، في جميع ما لا ينصرف، وجعلوا النصب والجر على لفظ واحد، في التثنية، وضربي الجمع المسلّم، في التأنيث والتذكير، وقالوا: مررت بإبراهيم بن زيد، فوقعت الفتحة موضع الكسرة، وكان ينبغي أن يكسر، لأن تحريك الميم بمنزلة تحريك الراء، من امرئ، إذا أقرت الهمزة، وبمنزلة تحريك الميم بالكسر، فيمن قال: بالمرء، فكما كانت كل واحدة من الكسرة والفتحة، في هذه المواضع، بمنزلة الأخرى، كذلك جاز أن تفتح الواو وتكسر، من مقتوين، فيما رواه أبو زيد.