وإذا رأيتَ المرَء يبشعبُ أمره ... شعبَ العصا ويلجُّ في العصيانِ
فاعمدْ لما تعلو فما لكَ بالَّذي ... لاتستطيعُ من الأمور يدانِ
لم يرد بقوله: يدان التثنية التي هبي من أنقص من ثلاثة، ولكن بالغ في نفي القوة [عنه]، وأخبر عن اعتياصه عليه، وقلة انقياده له، وعلى هذا قولهم: لايدين بها لك.
وكأن هذا المعنى في التثنية، يشبه اللفظ في مذروان، وثنايين، ألا ترى أن ذلك لم يكن في الواحد، وإنما حدث في التثنية، كما أن التصحيح لم يكن في الواحد، إنما اعترض في التثنية؛ لبناء التثنية عليه، ومن هذا الباب على مذهب الخليل قولهم: لبيظك، ألا ترى انه يريد ملازمة بعد ملازمة، ومن سعديك متابعة بعد متابعة،