قال أبو الحسن، في باب من الاستثناء: إنّ بله حرف جرّ.
قال أبو علىّ: ووجهُ كونه ِحرفاً، أنّه يمكن أن يقال: إنّك إن حملته على أنّه اسم فعلٍ، لم يجز، لأنّ الجمل التي تقع في الاستثناء، مثل: لا يكون زيداً، وليس عمراً، وعدا [خالداً]، فيمن جعله فعلاً، ليس شئ منه أمراً، وهذا يراد به الأمرُ، وهو اسمُ للفعل، فإذا كان ذلك كذلك لم يجز، لأنّه لا نظير له.
فإن قلت: فلم لا تجعله المصدر، لأنّ الصدر قد وقع في الاستثناء، في قولك: أتانى القومُ ما عدا زيداً، والتقدير ُ: مجاوزتهم زيداً، فهو مصدرُ؟
فإنه يمكن أن يقال: إن ما زائدة، وليست التي للمصدر، وعدا إذا قدرّت زيادة ما كان جملةً، فليس في ذلك دلالةُ، لاحتماله غير ذلك. والحروف قد وقعت في الاستثناء، نحو: خلا، وحاشا، ولا وجه لهذه الكلم إلاّ تكون حروفَ جرّ.