شختُ الجزارةَ مثلُ البيت سائرهُ ... من المسوحِ خدبٌّ شوقبٌ خشبُ
القول في ارتفاع (سائره): أنه يكون على ضربين، أحدهما: أن يكون يرتفع بمثل، لأنه يجوز أن يعمل عمل الفعل، كما تقول: قائم الزيدان، فترفعهما بقائم، وإن لم تعتمد به على شيء، وهذا في مثل هذا البيت أحسن، لأنه قد جرى على موصوف، فإذا كان كذلك رفعته به، ويكون (من المسوح) متعلقاً بما في (مثل) من معنى الفعل، ولم تفصل بأجنبي، ألا ترى أن الفاعل لا يكون أجنبياً مما يرتفع
به.
والوجه الآخر: أن يرتفع (سائره) بالابتداء، كأنه: شخت الجزارة سائره مثل البيت من المسوح، فقدم خبر المبتدأ، فإذا حمله على ذلك احتمل قوله:(من المسوح) أمرين، أحدهما: أن يكون صفة لمثل، لأنه نكرة، وإن أضفته إلى المعرفة.
والآخر: أن يكون حالاً من المضاف إليه، الذي هو (البيت) وفي كلا الوجهين يقع الفصل بالمبتدأ الذي لا يلابس الحال، ولا الوصف، وأما قوله:
فخيرٌ نحن عند الناسِ منكمْ ... إذا الداعي المثوبُ قال يالا