التي كانت تجب للياء التي حذفتها في ذوين كما حذفتها من عمين.
ونظير ذلك قولهم: كسرت فيّ، أتبعت الفاء التي هي فاءٌ، الحركة التي كانت تجب للياء المنقلبة عن الواو، التي هي عين فمٍ.
فإن قلت: أفتجد شيئاً من هذه الأشياء التي يسميها قومٌ، المعربة من مكانين قد أتبع
في موضعين، مرة أتبع الفاء العين، ومرة أتبع العين اللام، حتى يجوز ما قدرته من هذا التقدير، في الذوينا.
قلنا: قد أرينا ذلك في امرئ، والمرء قد اتبعا من موضعين أيضاً. وفي هذا الجمع شيء آخر، وهو أن عامة هذه الجموع، إذا جاء من غير ألفاظ أحادها، لم يجمع نحو رجل وقوم، وامرأة ونساء، وشاةٍ وشاء، وجمل وجامل، وألو وألات، جمع ذا وذوات، على هذا الحد وقد جمع بالألف والتاء والواو والنون، وقد قالوا: نسوة ونساء، فكأنهم لما استجازوا تكسيره في نساء، كذلك استجازوا جمعه بالواو والنون، والألف والتاء.
وحكى بعض البغداديين، أن من الناس من يعيب على الكميت قوله: الذوينا، ووجه العيب عندي أنه أفرد ما قد لزمته الإضافة ولم يفرد، وكأنه أفرده، لأن الإضافة لما كانت قد لزمته، علم أنه وإن أفرد، كان المراد به الإضافة، كما أن كلا كذلك، والقياس