والهاء مرادة في عرين ليعود من الخبر ذكر إلى المبتدأ ولا بد من ذلك ألا ترى أن المنون ليست بمن في المعنى، فإذا لم تكن إياه، فلا بد من ذكر يعود من الخبر إلى المبتدأ.
ومن قال: زيداً ضربته، كان من في موضع نصب عنده، كما تقول: زيداً أبوه يضربه، إذا أردت: أبو زيد يضرب زيداً، فقدمت المفعول.
ولا يكون في المنون في كلا الوجهين، من إعمال رأيت وإلغائها إلا الرفع، لأنها ليست بمفعولة، في اللفظ، ولا في المعنى، غنما هي فاعلة في المعنى، ومرتفعة في اللفظ بالابتداء.
قال امرؤ القيس:
تنَّورتها من أذرعاتٍ وأهلها ... بيثربَ أدنى دارها نظرٌ عالِ
أدنى: ينبغي أن يرتفع بالابتداء، وإذا ارتفع به اقتضى خبراً، ونظرٌ لا يجوز أن يكون خبره، على ما عليه ظاهر الكلام، لنه ليس به، ألا ترى أن أدنى أفعل، وأفعل هذا لا يضاف إلا إلى ما هو بعض له، وإذا كان كذلك وجب أن يكون أدنى من الدار، بعضها، وبعض الدار لا يكون النظر، فإذا كان كذلك حملناه على أحد أمرين: