للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكداهما في موضع رفع؛ ألا ترى أن الظرف وصف للمثنى؛ من حيث كان منكوراً، وذكرهما مما ارتفع به عائداً إليهما. وقال المرار الفقعسي:

وصارتْ شميطاً كلُّ وجناَء حرَّةٍ ... لها تحتَ مجرى الأخدعينِ حميمُ

فحميم في البيت مرتفع بالظرف؛ لأنك إن جعلت قوله: لها لكل، أو لوجناء، أو لحرة، كان صفة له، وكل ما ذكرنا مما يجوز أن يكون الظرف وصفاً له، نكرة.

فأما تحت مجرى الأخدعين فهو ظرف لقولك: لها، ولا شيء فيه. ويجوز أن تجعله وصفاً لحميم، فلما

قدمته عليه صار موضعه نصباً على الحال، ومن ذلك قول الطرماح:

فلمَّا غدا استذرى له سمطُ رملةٍ ... لحولينِ أدنى عهدهِ بالدَّواهنِ

<<  <   >  >>