للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما كل من وافى منى أنا عارفُ

وفصل بقوله: مانع بين نائل ومعموله الذي هو شيئاً من المال وهو أجنبي منه، وفصل أيضاً بين مانع وبين قوله: في غدٍ، بما هو أجنبي منهما، والمعنى: أنت امرؤ لا تنال شيئاً من المال وتمنعه غداً، أي لا تدخر ولا تحزن، ولكن تجود به وتهبه.

وقوله: أنت واهبه ابتداء وخبر، وإن شئت جعلت أنت تأكيداً لما في مانع، لأنه هو هو، كما أبدلت قوله سبحانه: (عَلاّمُ الْغُيُوبِ) فيمن رفع، من الذكر المرفوع في: (يَقْذِفُ).

وإن شئت جعلت (النائل) اسم العطاء، كما قال:

له صدقات ما تغب ونائل

فتنصب النائل بمانع، كأنه: لا مانع نائل اليوم من المال شيئاً، فيكون انتصاب شيء على أحد أمرين: إما أن يكون وضعه موضع المصدر، أو قدر فيه الباء، وحذفها.

و (في غد) متعلق بمانع، كأنه: لا تمنع اليوم ما تناله في غد، أي تجود بما تنال اليوم في غد.

و (أنت واهبه) ابتداء وخبر، وإن جعلت أنت تأكيداً لما في (مانع) على المعنى،

<<  <   >  >>