فإذا جاز ذلك فيما ذكرناه، لم يكن فيما حمل أبو الحسن عليه البيت، من الظاهر، دلالة على إجازة نحو: الخليفة أحب إليه يحيى من جعفر حتى تقول: الخليفة، يحيى أحب إليه من جعفر، أو: أحب إليه من جعفر يحيى، على ما أجازه سيبويه في: ما رأيت رجلاً أحسن في عينيه الكحل منه في عين زيد، ونحو ذلك، فلا تفصل، بينهما بما هو أجنبي منهما.
وقال لبيد:
بسرتُ نداهُ لم تسربْ وحوشه ... بغربٍ كجذع الهاجريّ المشذّبِ
قوله:(كجذع الهاجري) خبر مبتدأ محذوف، تقدير بغرب عنقه كجذع الهاجري، يدلك على ذلك أنهم يشبهون العنق بالجذع، لا الفرس نفسه، ألا ترى قول لبيد:
ومقطّعٍ حلق الرحالةِ سابحٍ ... بادٍ نواجذه على الأظرابِ