وفي الشمائل من جلاَّنَ مفتنصٌ ... رذلُ الثيابِ خفيُّ الشَّخص منزربُ
يجوز في قوله:(من جلاّن) أن يكون حالاً مقدمة، كأنه أراد: وفي الشمائل مقتنصٌ من جلان، فكان موضع (من جلان) على هذا رفعاً، فلما قدمه صار حالاً، والعامل فيها يجوز أن يكون أحد شيئين: أحدهما أن يكون الظرف، والآخر: أن يكون اسم الفاعل.
فأما الذكر في الحال فيجوز أن يكون، ذكراً من اسم الفاعل، الذي هو مقتنصٌ ويجوز أن يكون الذكر الذي فيها يعود إلى الذكر، الذي في اسم الفاعل.
ويجوز في قوله:(من جلاّن) وجه آخر، وهو أن تجعله صفة لمحذوف: وفي الشمائل رجلٌ من جلاّن، فيكون في الظرف، واسم الفاعل، وذكر هذا الموصوف المحذوف، ويكون ارتفاع المضمر، على الخلاف، في هذا الباب، ومقل هذا قوله تعالى:(وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ)، ونحو ذلك.