للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منْ، كان ألاّ توصفَ منْ أجوزَ، لأنّها أخصُّ منها، فيصير كأنه قال: نعم رجلاً هو، لأنّها تخصُّ الناسَ ومن أشبههم، كما كانت ما تعمُّ الأشياءَ، إلاً أنَّا لم نعلمهم في الاستعمال، تركوا منْ بغير صفة، كما تركوا ما غيرَ موصوفةٍ في الخبر، نحو التّعجُّب، والآية التي تلوناها.

وقال الفرزدق:

أحموا حمىً بطعانٍ ليس يمنعهُ ... إلاَّ رماحهمُ للموتِ من حانا

تقديره: أحموا حمىً ليس يمنعه إلاّ رماحهم بطعانِ من حانَ، ففصل بقوله: ليس يمنعه إلاَّ رماحهم، وهو صفةٌ للحمى، بين المصدرِ ومعموله، وهو أجنبيٌّ منهما.

وطعانٌ: مصدرُ طاعنَ، ومفعوله من حانَ، ويستقيم أن تجعلَ طعان جمعَ طعنٍ، أو طعنة، فتعملّه وإن جمعته، كما تعملُ الجمعَ، في نحو: مررتُ برجلٍ حسانٍ قومُه، ونحو:

مهاوينَ أبدانَ الجزورِ

<<  <   >  >>