للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فمثالُ ما ذكر فعاد الضميرُ إليه قولُ الشاعر:

مثلُ القنا سحجَ الثِّقافُ كعوبهُ ... فاهتزَّ، فيه لدونةٌ وذبولُ

ففي قوله: اهتزَّ ضميرُ القنا، وذكِّر كما ذُكِّرَ في قوله عزَّ وجلَّ: (الذي جعلَ لكمْ منَ الشَّجرِ الأخضرِ ناراً).

وقوله: فيه لدونةٌ وذبولُ في موضعِ نصبٍ بالحال، كأنَّه قال: اهتزَّ ليِّناً ذابلاً، ومثلُ هذا، في وصفِ الرُّمحِ باللِّين، قولُ الآخر:

لدنٌ بهزِّ الكفِّ يعسلُ متنهُ ... فيه كما عسلَ الطّريقَ الثَّعلبُ

أي يعسلُ في هزِّه، فأضمر الهزَّ، لتقدُّمِ ذكرهِ، والتقديرُ في قوله: يعسلُ متنه: يعسلُ هو، يريدُ أنه لا كزازةَ فيه إذا هززته، ولا جسوَّ، ومثلُ ذلك قولُ الآخر:

أو كاهتزازِ ردينيٍّ تعاورهُ ... أيدي التِّجارِ فزادوا متنه لينا

ومثلُ ذكر المتنِ في هذه المواضعِ، والمرادُ الجمهورُ قولُ الآخر:

يغشى قرى عاريةٍ أقراؤه

<<  <   >  >>