للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النَّاقةِ، وليس النَّاجي بالبريد، وأضاف البريدَ إلى النَّاقة، لمَّا كان بسيرها، كما أضافَ الإناءَ إلى الشَّارب منه، في قوله:

ذا إنائكَ أجمعا

فأمَّا البحارُ فجمع بحرٍ، وليس الذي هو خلافُ البرِّ، ولكن الأريافُ، من ذلك قوله عزَّ وجلَّ: (ظهرَ الفسادُ في البرِّ والبحرِ) فسِّرَ أنه الجدبُ في البرِّ والرِّيفِ، الذي هو خلافُ البرِّ، وأنشد الأصمعيُّ، فيما روى عنه أبو نصر:

حسبتَ فيها تاجراً بصريَّا ... نشَّر من ملائه البحريّا

قال: أرادَ بالبحريّ الرِّيفيَّ، وقيل في قولِ النَّمرِ بن تولبٍ:

وكأنَّها دقرى تخيَّلُ، نبتها ... أنفٌ يغمُّ الضَّالَ نبتُ بحارها

إنَّ البحارَ جمعُ بحرةٍ، وهي الرِّياضُ، وهذا قريبٌ من الأوَّل.

وقوله:

إذا ما أقولُ أوسعَ الأرضَ كلَّها

<<  <   >  >>