ومثلُ يا في وصولها إلى المفعول به، بحرف الجرّ، قولهم: حىّ في قولهم: حىّ على الصلاة فوصلتْ بعلى، كما وصلتْ يا باللاّم، إلاّ أنّ هذا من الأسماءِ التي سمّيت بها الأفعالُ، وتشابتها، لتضمّنهما معنى الفعل، وقد وصلوها بهلْ، فقالوا: حىّ هلَ، وزعم أنّ بعضهم يقول: حىّ هلَ الصّلاةَ، وقال أبو زيد: حىّ هلَ، وحىّ هلٍ، وحىّ هلكَ.
والقولُ في حىّ هلٍ: أن التنوينَ دخله للتنكير، كما دخل في صهٍ، ونحوها، كأنّه قدّر فيه الإسكان، كأنّه قال: حىّ هلْ، على الوقفِ، كما قال لبيدُ:
يتمارى في الذي قلتُ له ... ولقد يسمعُ قولى حىّ هلْ
ولا يجوز أن تكون حركةُ اللامِ للإضافة، لأنّ هذه الأسماءَ التي سمّيتْ بها الأفعالُ، لا تضافُ، ألا ترى أنّه قال: جعلوها بمنزلة النّجاءكَ، أي لم يضيفوها إلى المفعول، كما أضافوا المصادر، وأسماءَ الفاعلين، إليه.
ويجوز أن يكون لمّا نكّرَ، حرّكَ بالكسر، ليكون على لفظ غيرهِ، في أمثالهِ من النّكرات، نحو: صهٍ، وإيهٍ، ولمّا جرى في كلامهم غير مضافٍ، لإجرائهم إيّاه مجرى