والقياس فيها وفي أقل أن يكون ما جرى بعدهما من الكلام قد سد مسد الخبر، وصار معنى أقل امرأتين تقولان ذاك: ما امرأتان تقولان ذاك، وكذلك خطيئة حمل الكلام على المعنى، فلم يحتج إلى إضمار خبر، كما لم تحتج إليه في قولك:
أذاهبٌ أخواك؟ وما أشبهه.
وأما قول لبيد:
قلَّ ما عرَّسَ حتى هجته
فإن قولهم: قل يستعمل على ضربين، أحدهما: أن يكون بمعنى النفي، لا يثبت به
شيء، والآخر: أن يكون خلاف كثر، يثبت به شيء قليلٌ.
فمن الأول: قولهم: قل ما سرت حتى ادخلها، تنصب الفعل معه بعد حتى، كما تنصب في قولك: ما سرت حتى ادخلها، ومنه: قلما سرت فأدخلها، فتنصب معها بالفعل كما تفعل ذلك بالفاء بعد النفي، ومنه: قل رجلٌ جاءني إلاَّ زيدٌ [كما تقول: ما جاءني إلاَّ زيدٌ]، فهذا في هذه المواضع بمنزلة النفي.
ولو أردت نفي كثر، لجاز الرفع في الفعل حتى، كما تقول: سرت قليلاً حتى أدخلها.
ولو أجرى هذا الضرب مجرى الأول، على معنى أن القليل لم يعتد به لقتلته